صورة الزعيم

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
03/11/2011 06:00 AM
GMT



حتّى وهُم ينثِرونَ ثيابَها

على النَّهر، في بيتنا الطيني

بحَثاً عن أخي الأكبر،قبلَ ثلاثين عاماً

ظلّتْ أمّي تحتفظُ بصورة للزّعيمِ،

مرسومةً على دفترِ الضَّمانِ الاجتّماعي.

وحينَ دخلُوا عليها المطبخَ

أخفتْ صُورتهُ، بالبزَّة العسكريّة،

الّتي على إبريقِ الشّاي..

كذلكَ فعلتْ معَ سجّادةٍ منَ الصّوف،

صغيرة خلفَ خَزانةِ ملابِسنا

وكتابِ أخي (العلوم والأشياء) ..

مع الوثائقِ والمجلاّتِ التي قربَ سريرِها

أمّي التي ظلتْ تحبُّ الزعيمَ الأوحدَ

لمْ تره في تلفاز

ولم تقرأهُ في كتابِ الموانئ،

-جلبهُ أبي منَ المعَقِل-.

لم تسمعْ منهُ كلمةَ رثاءٍ لابنها

الّذي ماتَ في سجنٍ على الفُرات

لكنهَّا ظلّتْ مخلصةً لهُ،

تحفَظُ عن ظهرِ قلبٍ صورتَهُ، باسماً

في دفترِ الضَّمانِ الاجتّماعي.